عمان- تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان دول العالم إلى دعم وقف فوري للحرب الصهيونية على قطاع غزّة التي تدخل شهرها السادس الإنسانية وإيصال الإغاثة، دون عوائق، بما في ذلك الغذاء والمياه والوقود والإمدادات الصحية الضرورية لأهمية ذلك على بقاء النساء في قطاع غزة على قيد الحياة.

وقالت “تمكين” في بيان صحفي صادر عنها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار كل عام، إن نساء قطاع غزّة يعشن واقعًا قاسيًا، ومعاناة مركّبة، نتيجة الحرب الصهيونية التي تدخل شهرها السادس، والحصار المُمتد لما يزيد عن 16 عامًا.

وبينت أن غالبية النساء -كما هو الحال بالنسبة لجميع النازحين- يعانين من جوع حقيقي وافتقار كبير للمواد الغذائية، حيث تزداد معاناة النساء الحوامل والمرضعات في وقت يعتمد أغلب السكان على وجبة واحدة محدودة في اليوم إن توفرت، كما تعاني النساء المسنات من صعوبة توفير أدوية الأمراض المزمنة وأوضاع صعبة في البرد الشديد في الخيام وأماكن النزوح، ونقص المياه، وتعاني النساء ذوات الإعاقة من معاناة مضاعفة فلا توجد أي إمكانات تساعدهن على التعايش مع ظروف اللجوء.

وقال البيان إنه نتيجة لاستشهاد الزوج أو الأب أو الأبناء، باتت آلاف النساء مسؤولات عن أسرهن وحاجات أفراد الأسرة في ظل واقع أقل ما يقال أنه كارثي ويفتقر لكل شيء، وتنعدم فيه الموارد الأساسية.

وأشار البيان أنه حتى الثالث من آذار أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن هنالك 30 ألفا و320 شهيدا، و71 ألفا 533 جريحا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، منهم 8750 من النساء، و 4700 مفقودين من الأطفال والنساء.كذلك أصبح ما لا يقل 5000 امرأة أرامل ومسؤولات عن إعالة أسرهن وفقًا لتقارير صادرة عن هيئة الأمم المتحدة، كذلك ما يصدر عن وزارة الصحة والمستشفيات في قطاع غزّة، وتستشهد نحو 37 أمًا كل يوم، مما يدمر حياة أسرهن ويقلص حماية أطفالهن.

وفيما يتعلق بالأسيرات قال البيان أنه لا يوجد عدد مؤكد لأن جيش الاحتلال تستخدم معهن سياسة الإخفاء القسري إلى جانب صعوبة تلقي البلاغات بسبب صعوبة الاتصالات، وضعف شبكة الإنترنت وتقطعها في مناطق شمال ووسط القطاع، لكن العديد من التقارير الحكومية والبلاغات المقدمة من السكان في غزّة تبين أن هنالك أكثر من 200 سيدة تم اعتقالهن خصوصاً في مدينة غزة وشمالي القطاع، ولا يزال معظمهن معتقلات مع قرابة 3 آلاف من الذكور الرجال والأطفال.

وحول ظروف اعتقال النساء في قطاع أشار البيان إلى أن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تلقى شهادات عن تعرض معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة -بمن فيهم نساء وأطفال- لعمليات تعذيب قاسية ومعاملة تحط بالكرامة الإنسانية، بما في ذلك التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد به. حيث التقر فريق المرصد مجموعة من المعتقلين والمعتقلات المفرج عنهم، حيث أفادت نساء تعرضوا للاعتقال أنّ جنود من الجيش الصهيوني وضع أيديهم على أعضاء خاصة، وإجبارهن على التعري وخلع الحجاب، كذلك تهديدات بالاغتصاب وهتك العرض لمعتقلات ومعتقلين وذويهم، في إطار عملية التعذيب والابتزاز لإجبارهم على الإدلاء بمعلومات عن آخرين.

أيضا هنالك جانب آخر من المعاناة التي تعيشها النساء في غزة وفقًا للبيان يتمثل في ظروف العمل الصعبة خلال الحرب فهنالك الاعلاميات، و يقدمن الخدمات الطبية في المستشفى، حيث أودت الحرب بحياة كثير منهن، وكنّ محط استهداف هنّ وعائلاتهن.

كذلك هنالك 180 امرأة تلد كل يوم في المتوسط وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزّة، والكثيرات منهن لا يحصلن على مساعدة طبية تذكر، وأحياناً تتم الولادة في ملاجئ أو دورات مياه عامة أو خيام باردة .ونادراً ما تحصل الأمهات الحوامل اللاتي يصلن إلى المستشفيات في غزة على مستوى الرعاية الصحية التي يحتجن إليها.

وقال البيان إنّ تقارير الأمم المتحدة وتصريحات العاملين في مجال الرعاية الصحية ، أن غزة تشهد أحد أعلى معدلات المواليد في المنطقة، حيث تلد نحو 180 امرأة في القطاع كل يوم في المتوسط، والكثيرات خلال الحرب لا يحصلن على مساعدة طبية تذكر، وأحياناً تتم الولادة في الملاجئ المكتظة أو دورات مياه عامة أو في الخيام، ووفقَا للبيان نادراً ما تحصل الأمهات الحوامل اللاتي يصلن إلى المستشفيات في غزة على مستوى الرعاية التي يحتجن إليها، على الرغم من وجود 36 مستشفى بالقطاع، فإن عدد قليل منها فقط مستمره في العمل، ولكنها تعمل بشكل جزئي فقط.

وأشار البيان أن فريق”تمكين” تواصل مع العديد من النساء المقيمات في وسط وجنوب القطاع اللاتي أكدت أن النساء الحوامل يلدن دون تخدير أو احتياطات صحية أو تدخل جراحي، إلى جانب وجود العديد منهم يعيشن ظروفا صعبة بعدما فقدن أطفالهن أو شهدن تشوههم وإصابتهم بجروح خطيرة أو لا يعرفن مكان وجودهم.

وأوضح البيان أن النساء في ظل هذه الحرب تقوم بأعمال شاقة لا تتناسب مع طبيعتهن الجسدية، مثل تقطيع الحطب لطهي الطعام، والجلوس أمام النيران التي ينبعث منها دخان احتراق الخشب والأوراق لساعات طويلة في العراء.

وأكد البيان أن نساء غزّة سيواجهن بعد انتهاء الحرب مستقبلًا يتسم بالتحديات الاقتصادية والصحية والنفسية، وسيواجهن انعدام الرعاية، والانقطاع عن التعليم، وزيادة مستويات التوتر والاكتئاب، وغيرها من التحديات التي تتطلب جهودًا غير مسبوقة من أجل إعادة إعمار القطاع وتعزيز الشبكات الاجتماعية، وتوفير برامج الدعم النفسي والاقتصادي للمساعدة على تخطي آثار الحرب.

اشترك في نشرتنا البريدية

إنها أفضل طريقة يمكننا من خلالها إطلاعك أولاً بأول